أخر المواضيع

آراء الشعراء والنقاد الأدباء عن ديوان الشاعرة د.أحلام الدميني" أبجدية امرأة في الحب" أ. مأمون سلطان الربيعي باحث في الدائرة الأدبية في مركز الدراسات والبحوث اليمني وعضو في اتحاد الأدباء والكُتاب اليمنيين


آراء الشعراء والنقاد الأدباء عن ديوان الشاعرة د.أحلام الدميني" أبجدية امرأة في الحب"
الأمناء نت
اصدرت الشاعرة اليمنية أحلام الدميني ديوانها الأول بعنوان ( أبجدية امرأة في الحب, الى رجل يقرأني الان) يتناول الكتاب قصائد شعرية ونصوص نثرية جسدت من خلالها المعنى الحقيقي للحب وللمرأة.

إليكم بعض ما قاله كبار الشعراء والنقاد والأدباء اليمنيين, عن ديوان الشاعرة أحلام الدميني:-
24/10/2018
       أ/ مأمون سلطان الربيعي
النبوة والشعر ، الأنبياء والشعراء، هما _لا سواهما _ المهنتان اللتان يختلف الناس حولهما بين متبع ومكذب، بين محبٍ وقالٍ، بين محالفٍ ومعارض،
الأنبياء والشعراء سورتان من سور كتاب الله الكريم اللتان اصطفاهما الله تعالى ليختارهما بهذا التشريف في سور القرآن من بين جميع المهن،
هذا بحد ذاته يضع على عاتق الشعراء مسؤولية عظمى في قول الحق والانتصار للحق والخير والجمال لأن الشعر كلام متبع وقد ذم الله تعالى الشعراء المغوين الذين يتبعهم الغاوون ليكون في ذلك إشادة بالشعراء الهادين الذين يتبعهم المهتدون، الأنبياء يتلقون وحيهم من السماء وقد اصطفاهم الله تعالى من بين بعض ذكور الخلق، ليصدعوا بالحق لا بسواه،
وإذا كان المولى عز وجل هو من علم الأنبياء ما لم يكونوا يعلمون (وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) فهو تعالى الذي علم الشعر من يشاء ويختار من ذكور خلقه وإناثهم
أيضا، قال الله تعالى (وما علمناه الشعر) أي أن الشعر أمر يعلمه  الله تعالى من يشاء ويختار ولم يقل جل شأنه ( وما علمناه الكهانة) ولم يقل ( وما علمناه السحر) فجعل للشعر شأنا رفيعا يُتَعلَم من لدنه وحده جل جلاله وجعل لأولئك الشعراء رسالة النصر والانتصار للحق والخير والجمال بوحي منه تعالى بروح القدس، وجعل للشعراء المغوين وحيا سفليا تتنزل عليهم الشياطين فيوحون إليهم برسالة الباطل والشر والقبح يناصرونها فيغوون بها من يتبعهم، قال تعالى ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.)
واليوم وعلى حاشية واحدة من زياراتي لأستاذ ودكتور الأجيال العربية من الأدباء والشعراء الدكتور عبد العزيز المقالح، حالفني الحظ بلقاء الشاعرة المبدعة أحلام الدميني، أخافني حجم ديوانها أبجدية امرأة في الحب إلى رجل يقرأني الآن، الطبعة الأولى 2018م.
الخوف جاء من تعودنا على حجم المنشور والمطبوع الذي تراه كبيرا في حجمه وصغيرا في معناه، ولكنني أعترف بقدرة الشاعرة أحلام على الأسر والإدهاش لقارئيها من أول كلمة في العنوان، وقد قلت لها:
- هناك خبر سيء سيسعدك ،ديوانكِ الذي بين يدي أصبحت كل أوراقه تقريبا معطوفة، لأنني قررت أن أثني طرف الصفحة حين تسحرني القصيدة. وخلعتُ ضرس العقل.. في آخر صفحة من ديوانكِ.. أكيد كان يستحق أكثر من الخلع.
عندما تكتب هذه الشاعرة تحس بالفعل أنها تعيد أبجدية الحرف وتهتم بإعادة صياغة تراكيب المعنى بتدفق ساحر وعجيب، لا يصدر إلا من متمكنة باللغة والصورة والموسيقى، أدهشني أيضا قدرتها المذهلة على صياغة ما لا يمكن التجول في ثناياه شعرا لتصبه في قالب من الجمال، بكل صراحة أحس بشيء من الفخر والأمل في شاعرات اليمن حين تكون فيهن أحلام الدميني، أو يكون في مكتباتنا إبداع مواز لأحلام الدميني.

إطلالة على الديوان
لقد أطلعت على ديوان الشاعرة المخبرية الأسنان والحاصلة على بكالوريوس تربية إنجليش (أحلام الدميني), عندما كان مكتوب في مجموعة من الأروق كملزمة كبيرة قبل أن يطبع, وقد استمتعت وأنا أتصفح قصائد الديوان قصيدة قصيدة , وكنت أمام شاعرة شابة تسكب عبير الكلمات بإلهام ووحي رباني وبالفطرة, لم تتطلع الشاعرة أحلام الدميني على ديوان الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح والعنوان (أبجدية الروح),إن الموهبة الشعرية هي التي تجعلك تتفق مع شعراء عظام أمثال الشاعر الاستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح, وعنوان الشاعرة أحلام الدميني لديوانها (أبجدية امرأة في الحب) مبين وموضح فلو قالت (أبجدية امرأة) لكان مبهم أبجدية امرأة بماذا؟ في القراءة والكتابة أم أبجدية امرأة في الخُلق! ولكنها قالت أبجدية امرأة في الحب, وهنا رفع الإبهام وزال الظن والاعتقاد. وكان أخر إصدارات الأستاذ الدكتور المقالح ديوانه الذي هو قديم من حيث الموضوع ولكنه حديث من حيث الطبع وهو ديوان (الحب), مثل ما هو عند الشاعرة الشابة أحلام الدميني, لكنها ذيلت العنوان بموضوع جديد ومدهش وبديع ومبتكر وهو متصل بعنوان الديوان حيث قالت (إلى رجل يقرأني الآن)
 لم تطلع الشاعرة على تجارب شعرية سابقة, وعندما شبهت ما تكتبه بالصوفيين الكبار القداماء, قالت:" لقد شبهتني بالعمالقة الذين لم أسمع عنهم, ولم أقراء لهم, لكني كنت أراني هم ".
 ثم بدأت تسأل عن دواوين الشعراء الصوفية أمثال العارف بالله الشيخ الولي (أحمد بن علوان) والعارف بالله الشيخ المصلوب ظلماً(أحمد بن الحسين ) الملقب بالحلاج. والشيخ العارف بالله (ابن الفارض). وهي تخطو خطوات موفقة نحو غيرهم من شعراء الصوفية .وعصرنا الحالي بحاجة الفرد فيه للرجوع للتجارب الصوفية في ظل هذا الركام الهائل من الزيف والاقتتال من أجل السلطة والمال, عملا بقوله تعالى " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا و العاقبة للمتقين"
إن الشاعرة الشابة (أحلام الدميني) تكتب القصيدة ببراءة ما بين التفعيلة والنثر والعمودي, وبنفس طويل وهي ضمن القليل من الشعراء الحداثة اليوم, الذين يكتفون بإشارة مختصرة واكتفى كقصيدة متأثرين بقول (النفري) "كلما أتسعت الرؤية, ضاقت العبارة". 
و(للنفري) كتابان الأول اسمه "المواقف" والآخر (المخاطبات). ويقول (النفري) إنه كَتب هذان الكتابان عن إلهام من الله. يقول في إحدى المواقف " أوققني الله وقال لي: هناك جعلت لك الغيبة مسرحا فذكرني بذكري الذي أحببت أن أذكر به فإني لا أقفك في الغيبة ولا أرضى بمثواك في العبارة, فأنصبها لك أبوابا وطرقا فإذا رأيتني أحرقت ما جئت به".
فالشاعرة الشابة أحلام الدميني عندها هذا التضمين وكثيرة فيه ففي قصيدتها في ص 48 تحت عنوان (صمود) تقول:
" لن أفتح ستار الحقيقة أمام المشاعر
وسأبتسم في وجه الظل
كي يبقى المطر على براءته
حتى وإن داهمتها عواصف
الوجوم القصي"
فهذا الإيجاز عند الشاعرة لعنوان الصمود, نجد أن مفردة الصمود عميقة وطويلة ولكنها عبرت عنها بهذا الموجز والغير مخل بما تفتضيه  العبارة "كلما أتسعت الرؤية ضاقت العبارة"  وهنا عمق الإيجاز والاستفتاء بما يراد قوله. والديوان مليء بهذا التنصيص الموجز ويمكن الرجوع إلى الديوان لمن أراد الاستزادة وذلك في الصفحات التالية ص53, ص 80, ص 111, ص 133, في تلك الصفحات المشار إليها آنفا نرى الشاعرة الشابة أحلام الدميني تفيض بالكثير من هذا النوع الشعري, وأنا على ثقة تامة من أنها لم تقرأ ( المواقف والمخاطبات) للنفري, وإنما فطرتها الشعرية  هي التي ساقتها إلى مثل ذلك الإيجاز والاقتضاب الشعري,
وأول ما أوجز في الكلام هو الله عز وجل إذ يقول الله: إنه من سليمان وإنه بسم الله  الرحمن الرحيم. ألا تعلوا عليَّ وأتوني مسلمين" فلم يقول: إنه من نبي الله سليمان إلى ملكة اليمن (بلقيس) لقد أخبرني عنكِ الهدهد أنكِ ملكة لها عرش عظيم وتعبدي أنتِ وقومكِ (الشمس)...الخ, أوجز في الرسالة موجز غير مخل في الكلام.
لقد مدح الرسول (محمد) صلى الله علي وسلم من قبل شعراء عديدين بمديح طويل قاله: (البوصيري) و(أحمد شوقي) و (محمد سعيد جرادة), وقد أطال هؤلاء الشعراء وغيرهم من مديح الرسول (محمد) صلى الله عليه وسلم. وقد مدحه بإيجاز الشاعر العظيم شاعر الرسول (محمد) صلى الله عليه وسلم (حسان بن ثابت) إذ يقول:
" وأحسن منك لم تر قط عيني
   وأجمل منك لم تلدي النساء
    خلقت مبراءً من كل عيب
    كأنك قد خلقت كما تشاء"
ولشاعرة أحلام الدميني الدميني كذلك مطولات غير مخله في طولها ونجد هذا التطويل متماسك ومسبوك ويمكن للقارئ الكريم أن يرجع لديوان إن أراد أن يعرف ذلك وسوف نُهديه إلى صفحات تلك المطولات وهي كالتالي ص 17, ص 21, ص 45, ص 91, ص 58, ص 61, ص 68, ص 75, ص 78, ص 84, ص 87, ص 104, ص 139, ص 143, ص 150, ص 157, ص 162, ص 174, ص 184, ص 205, ص 212, ص 227, ص 2339, ص 245
كان لابد من هذه الوقفة للحديث عن الإطالة والإيجاز حتى نضع الشاعرة الشابة (أحلام الدميني) في مصاف العصر الذين أجازوا وأطالوا بالقصيدة بدون إخلال يذكر من قريب أو بعيد.
إن الشاعرة الشابة (أحلام الدميني) في أول ديوان لها ولم يؤخذ عليها مأخذ, كما هو الحال عند الكثير من الشعراء المعاصرين في أول أعمالهم, فيتخذون الحيطة والحذر في أعمالهم الشعرية اللاحقة. في لغتها استقامة المعنى والمبناء والصور البلاغية والإملاء والوقع النحوي كله متماسك بعضه البعض. ولا يسعني في نهاية هذه الإطالة إلا أن أتمنى التوفيق للشاعرة الشابة العربية المبدعة (أحلام الدميني) في أعمالها القادمة.

                                        أ/ مأمون سلطان الربيعي
                                          3/أغسطس/2018م
                                                صنعاء
                                      باحث في الدائرة الأدبية
                              في مركز الدراسات والبحوث اليمني
                             وعضو في اتحاد الأدباء والكُتاب اليمنيين

أضف تعليق

ليست هناك تعليقات

فضلاً وليس أمراً
اترك تعليقاً هنا