كتاب اصلاح الحيوان
إصلاح
كتاب الحيوان
الجزء
الأول
1- (1/3) كتب الأستاذ عبد السلام هارون في تحقيقه كتاب الحيوان ما سماه (تقديم مكتبة الجاحظ)، والأولى أن يقول (تقديم خزانة كتب الجاحظ). وقال فيه ص3 (أحد زعماء المكتبة العربية) والأولى أن يقول (أحد زعماء خزانة الكتب العربية). وقال فيه ص7 (يفن الكتب والمكتبات) والأولى أن يقول (يفن الكتب وخزائنها). وقد استعمل القدماء (خزانة الكتب) دون مكتبة. جاء في الوزير أبي القاسم الحسن بن علي المغربي ت 428 هـ أنه وقف (خزانة الكتب المعروفة إلى الآن بخزانة المغربي)(العلائق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة ج3 ق1/900). وجاء في الوزير قوام الدولة ت 433 هـ أنه وقف (خزانة كتب في مدينة فيروزآباد تشتمل على سبعة آلاف مجلد)(البداية والنهاية 12/50). وجاء في الشاعر محمد بن نصر القيسراني ت548هـ أنه سكن حلب (وولي خزانة الكتب)(سير أعلام النبلاء 20/224 و225). إن مكتبة مما قُلّد فيه بعض اللغات الأوروبية في بعض الأعصر الحديثة. واستعمال (خزانة الكتب) هو اللائق بكتاب الحيوان
.2- ذكر المحقق في (تقديم مكتبة الجاحظ) ص 10 قول
المسعودي في مروج الذهب (4/47): (ما لم يقصد منها إلى نصب ولا إلى دفع حق)،
واستدرك عليه استعماله (ولا) قائلاً (صوابها: أو) ولم يزد. وقول المسعودي من
الفصيح العالي، والواو في (ولا) للعطف و(لا) لتأكيد النفي. وذلك كقوله تعالى: (وما
يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء) (يونس/61). وكقول الأعشى:
ليست كمن يكره الجيران طلعتها ولا تراها لسرّ الجار تختتلُ
وفي الحيوان (5، 108) جاءني شرط الراعي على ربّ
الماشية:(ليس لك أن تذكر أُمي بخير ولا شر) ومن تمثيل النحاة للفظة (ولا) هذه
قولهم: ما جاءني زيد ولا عمرو.
3- قال المحقق في (تقديم مكتبة الجاحظ) ص25 في الجاحظ
(وهو في سن عالية مفلوج) والوجه أن يقول (... مفلوج ومُنقرس) لقول الجاحظ كما في
الصفحة نفسها (أنا من جانبي الأيسر مفلوج فلو قُرض بالمقاريض ما علمت به، ومن
جانبي الأيمن مُنقَرس فلو مرّ به الذباب لألمت).
وقول الجاحظ في جانبه الأيسر: (فلو قُرض بالمقاريض ما
علمت به) الوجه فيه أن يقول (ما شعرت به) في مكان (ما علمت به)، لأنه لو قرض
بالمقاريض لعلم بالقرض لرؤيته له ولكنه لا يشعر به لمكان الفالج.
4- قال المحقق في (تقديم مكتبة الجاحظ) ص31 (وكنت أجدني
أمضي في الكتاب وأتابع قراءته رغم ما كان يحفل به من خطأ). واستعماله (رغم) وبعدها
غير عاقل غير فصيح، والفصيح (على ما كان يحفل به من خطأ). قال تعالى: (وإِنَّ ربك لذو مغفرةٍ للناس على
ظلمهم) (الرعد،6) ولم يقل: رغم ظلمهم. وقال الحارث بن حلّزة:
فبقينا على الشناءة تنميـِ نا
حصون وعزة قعساء
فقال: على الشناءة، ولم يقل: رغم الشناءة، ويجوز استعمال
(مع) بدلاً من (على).ولم يستعمل القدماء (رغمَ) لغير العاقل لا في نثر ولا في شعر،
على أنهم ربما قالوا في الشعر (على الرغم)
و(بالرغم) وكلاهما قليل وغير مختار. وممن أخذ بغير الفصيح الدكتور طه حسين،
قال في كتابه الأيَّام 39: (كان خليقاً رغم حفظه للقرآن أن يذهب إلى الكتّاب)
والفصيح: على حفظه للقرآن.
5- (1/14) للمسعودي:
ولا تأنفا أن ترجعا فتسلّما فما حُشي الأفواهُ شرّاً من الكِبْرِ
وقال المحقق في (تصحيحات واستدراكات عامة 7/675): (في
الأمالي: فما حُشي الأقوام. وفي جمع الجواهر 3 واللسان: فما حشي الإنسان). وكان
يحسن من المحقق أَن يصلح رواية (الأفواه) لأن الكبر لا يكون في الفم، وأَراها
محرّفة عن (الأقوام) لقربها في الكتابة من (الأفواه)، وذلك كما في الأمالي. أما
رواية جمع الجواهر واللسان وهي (الإنسان) فأظنها موضوعة وإن كانت أجود من
(الاقوام).
ج6- (1/16) قال الجاحظ: (فأمَّا ما قالوا في المثل
المضروب... وأَما قول الشعراء...) فاستعمل (أَمَّا) مرتين من دون أن يخصها بجواب.
ج7- (1/16) قال الجاحظ: كقول النابغة حيث يقول في شعره:
وكلفتني
ذنب امرئ وتركته كذي العُرّ يُكوى
غيره وهو راتعُ
وقوله (حيث يقول في شعره) زائد أغنى عنه (كقول النابغة).
أضف تعليق