يا بني: أوصيك بتقوى الله عز وجل في الغيب والشهادة
.
وكلمة الحق في الرضا والغضب، والقصد في الفقر والغنى.
والعدل على الصديق والعدو، والعمل
في النشاط والكسل، والرضا عن الله عز وجل في الشدة والرخاء.
يا بني: ما شر بعده الجنة شر، ولا خير بعده النار خير، وكل نعيم دون الجنة حقير،
وكل بلاء دون النار عافية.
واعلم
يا بني: ان من أبصر عيب نفسه شغل عن عيب غيره ومن رضي بقسم الله لم يحزن على
ما فاته، ومن قبل سيف البغي قتل به، ومن حفر لأخيه بئراً وقع فيها، ومن هتك حجاب أخيه
انكشفت عورات بنيه، ومن اقتحم البحر غرق، ومن أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل،
ومن تكبر على الناس ذل، ومن سفه عليهم شتم، ومن سلك مسالك السوء اتهم، ومن خالط الانذال
حقر، ومن جالس العلماء وقر، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر كلامه
كثر خطؤه، ومن كثر خطؤه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه، ومن
مات قلبه دخل النار.
يا بني: من نظر في عيوب الناس ثم رضيها لنفسه فذاك
هو الاحمق بعينه، ومن تفكر اعتبر، ومن اعتبر اعتزل، ومن اعتزل سلم، ومن ترك الشهوات
كان حرا، ومن ترك الحسد كانت له المحبة عند الناس.
يا بني:
عز المؤمن في غناه عن الناس، والقناعة مال لا ينفد، ومن أكثر من ذكر الموت رضي
من الدنيا باليسير، ومن علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه.. العجب ممن
خاف العقاب فلم يكف، ورجا الثواب فلم يعمل، الفكر نور، والغفلة
ظلمة، والجهالة ضلالة، والسعيد من وعظ بغيره.. الأدب
خير ميراث، وحسن الخلق خير قرين.
يا بني: ليس مع القطيعة نماء، ولا مع الفجور غنى.
يا بني: العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في الصمت الا عن ذكر الله تعالى، وواحد
في ترك مجالسة السفهاء، ومن تزين بمعاصي الله في المجالس أورثه الله ذلا، ومن طلب العلم
علم.
يا بني: رأس العلم الرفق، وآفته الحذق.. ومن كنوز الإيمان الصبر على المصائب.. العفاف زينة الفقراء، والشكر
زينة الأغنياء.
يا بني: أغنى الغنى العقل، وأفقر الفقر الحمق، وأوحش
الوحشة العجب، وأكرم الحسب حسن الخلق.. إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك،
وإياك ومصادقة الكذاب فإنه يقرب اليك البعيد ويبعد عنك القريب، وإياك ومصادقة البخيل
فإنه يبعد عنك أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصادقة الفاجر فانه يبيعك بالتافه.
يا بني: كثرة الزيارة تورث الملال، والطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم، واعجاب المرء
بنفسه دليل على ضعف عقله.
يا بني: كم نظرة جلبت حسرة، وكم كلمة سلبت نعمة..
لا شرف أعلى من الاسلام، ولا كرم أعز من الزهد،
ولا معقل أحرز من الورع، ولا لباس أجمل من العافية،
ولا مال أذهب للفاقة من الرضا بالقوت، ومن اقتصر
على بُلغة الكفاف تعجل الراحة.
يا بني: الحرص مفتاح التعب ومطية النصب، وداع الى
اقتحام الذنوب.. والشره جامع لمساوئ العيوب.. وكفاك أدباً لنفسك ما كرهته لغيرك.. لأخيك
عليك مثل الذي لك عليه. ومن تورط في الأمور من غير تبصر في الصواب فقد تعرض لفدحات
النوائب.. التدبير قبل العمل يؤمنك الندم.. من
استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ.
يا بني: البخل جلباب المسكنة، والحرص علامة الفقر..
وصول معدم خير من جافٍ مكثر.. لكل شيء قوت وابن آدم قوت
الموت.
يا بني: لا تؤيسن مذنباً على ذنبه فكم عاكف على ذنب ختم له بالخير.. وكم مقبل على عمله افسده في آخر عمره فصار الى النار.
يا بني: في خلاف النفس رشدها.. الساعات تنقص الأعمار.
صدق الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ورضي الله عنه وأرضاه فقد
أعطى كلام لو طبقه الناس لنجو من كثيراً من الزلات .
0 comments:
إرسال تعليق
فضلاً وليس أمراً
اترك تعليقاً هنا