مفهوم جنوح وانحراف الحدث
جنوح وانحراف الاحداث هو إحدى الاسباب الرئيسية لظهور المجرمين المحترفين اذا لم تتخذ التدابير حيالهم ,أما عن الاسباب فهي متعدده وكثيرة وعلى رأسها الحروب , الذي تؤدي إلى الفقر والتفكك الأسري وضياع الاسرة.
ويرجع تعرض الأحداث للانحراف إلى عوامل عدة ولكن هذه العوامل ترجع إلى نوعين من العوامل بصورة عامة وهي: العوامل الفردية وهي تتعلق بشخصية المجرم نفسه والعوامل الاجتماعية وهي تتعلق بالبيئة والوسط الذي يحيط بالمجرم.
تعتبر ظاهرة جنوح الأحداث إحدى المشكلات الاجتماعية التي لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات، و لقد اختلفت نظرة المجتمع إلى هذه المشكلة حيث اعتبر الحدث المنحرف في المجتمعات القديمة أنه مجرم و يستحق العقاب، و لكن مع التطور العلمي و التقدم الذي عرفته الإنسانية في مجال البحث العلمي و اكتشاف أسباب الجريمة و الجنوح أصبحت هناك وجهة نظر مختلفة في معالجة الأحداث الجانحين، على أساس أنهم لا يدركون قيمة سلوكهم و من ثم يجب أن توفر لهم العناية الكافية و الاهتمام لكي لا يقعوا في الجنوح و الجريمة.
ويقصد بالجنوح: " انحراف
الحدث وتورطه في منزلق الجريمة وهو تعبير يقابل وصف الجريمة الذي يطلق في حال
ارتكاب الفعل المجرم من قبل الراشدين واستخدام تعبير الجنوح بالنسبة لجرائم
الأحداث, يلائم نظرة المجتمع التي لا تبلغ في استهجانها واستنكارها لهذه الجرائم
الدرجة الذي تصل إليها بالنسبة لجرائم الكبار" .
وتعتبر ظاهرة جنوح الأحداث ظاهرة قديمة العهد في المجتمعات، وعرفتها التشريعات في مختلف
العصور عن طريق منع ارتكاب بعض الأفعال التي تشكل اضطرابا وخطورة على المجتمع والعلاقات السائدة فيه. وتبرز مسؤولية الحدث في ذلك من خلال اعتباره أحد أفراد جماعته وأسرته فإذا ما ارتكب أحد ما من الجماعة جريمة أو جنحة يعتبر الطفل مسؤول كونه أحد أفراد الجماعة،
وهناك مسؤولية شخصية إذا ما ارتكب هو نفسه تلك الجنحة أو الجريمة .
وقد عرّف الدكتور منير العصره انحراف الأحداث بأنه
” موقف اجتماعي يخضع فيه صغير السن لعامل أو أكثر من العوامل ذات القوّة السببية
مما يؤدي به إلى السلوك غير المتوافق أو يحتمل أن يؤدي إليه”. ووصف الانحراف بأنه
موقف اجتماعي من شأنـه أن يستجمع حالات الانحراف الإيجابي والسلبي ، وفيما يتعلق
بمظاهر السلوك اكتفى التعريف بوصف السلوك الذي يصدر عن الحدث المنحرف بأنه ” سلوك
غير متوافق، أو يحتمل أن يؤدي إلى عدم التوافق” ، وهذا الوصف ذو مدلول واسع ينبسط
على كافة المظاهر السلوكية المضادة للمجتمع, سواء كانت جريمة من الجرائم أم عملاً
إيجابياً أو سلبياً يتعارض مع القواعد المألوفة للجماعة .
وعموما هناك صلة واضحة بين الجريمة والجنوح والانحراف والظروف الاقتصادية ولكنها ليست
صلة سببية مباشرة ، فالفقر قد يكون دافعا للإجرام لدى بعض الناس وقد يكون أيضا دافعا للتمسك بالخلق الفاضل عند آخرين أو دافعاً للعمل لتحسين المستوى الاقتصادي بأساليب مشروعة عند مجموعة أخرى من الناس ...الخ..