جريمة الايذاء الجسدي تعريفها وأركانها وعقوبتها
جريمــــة
الإيــــــــذاء الجسدي
يقول الله تعالى : ((
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )) أية رقم (4) سورة التين. واستنادا إلى الآية الكريمة فالإنسان هو أعظم مخلوق خلقة الله وفضله على سائر المخلوقات ، أوكل إليه الله
سبحانه وتعالى مهمة بناء الأرض وإعمارها، وأمره بالعبادة ولقد آمنت التشريعات بهذه الحقيقة وكرست
نصوص القوانين سيما الجنائية لتوفير
الحماية للإنسان كلما استطاعت إلى ذلك سبيلاً ، ليس فقط حماية حقه في حياته وإنما
حماية حقه في سلامة بدنه أيضاً .
ويأتي نص المادة (247)
من قانون الجرائم والعقوبات تجسيداً لهذه الحقيقة إذ جرم الاعتداء على سلامة جسم
الإنسان حيث نص على أن " يعاقب بالأرش والحبس مدة لا تزيد على سنه أو الأرش
والغرامة من أعتدي على سلامة جسم غيره بأي وسيلة وأحدث به جرحا لا ينضبط مقداره أو
تسبب عن ضرر بالصحة إذا لم ينجم عن الاعتداء مرض أو عجز عن الأعمال الشخصية مدة لا
تزيد عن عشرين يوما، وتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد مدة أقصاها ثلاث سنوات أو
الغرامة فضلاً عن الأرش إذا أفضى الاعتداء إلى مرض أو عجز عن الأعمال الشخصية مدة
لا تزيد عن عشرين يوماً".
ومن خلال نص المادة يتضح
لنا أن الإيذاء العمدي الخفيف للأشخاص جريمة معاقب عليها بالسجن مده لا تزيد عن عشرين
يوما، وتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد مدة أقصاها ثلاث سنوات إذا لم ينجم عن فعل
الجاني مرض أو تعطيل عن العمل لمدة تزيد على عشرة أيام فضلا على أنها موقوفة على
شكوى المتضرر.
غير أن الأمر ليس بهذه
البساطة فقد يكون للإيذاء عقوبة أشد إذا توافرت فيها ظروف مشددة ، أو الغرامة
فضلاً عن الأرش إذا أفضى الاعتداء إلى مرض أو عجز عن الأعمال الشخصية مدة لا تزيد
عن عشرين يوماً ".
ليس ذلك فحسب بل إن
جريمة الإيذاء تصل إلى عاهة مستديمة وقد تم تعريف العاهة المستديمة وفقاً لنص المادة (242) من قانون الجرائم
والعقوبات التي تنص على أن " : تتحقق العاهة المستديمة إذا أدت الإصابة إلى
قطع أو انفصال عضو أو بتر جزء منه أو فقد منفعته أو نقصها أو تعطيل وظيفة إحدى
الحواس تعطيلا كليا أو جزئيا بصورة دائمة ، ويعتبر في حكم العاهة كل تشويه جسيم لا
يحتمل عادة زواله. ".
ليس ذلك فحسب بل إن
جريمة الإيذاء تصل إلى القصاص المعاقب عليها بالسجن حتى عشر سنوات إذا أصبحت محلا
لتطبيق نص المادة (243) من قانون الجرائم
والعقوبات التي تنص على أن: يعاقب بالقصاص بمثل ما فعل كل من اعتدى على غيرة بأي
وسيلة والحق بجسمه عمداً عاهة مستديمة بأن قصم له مفصلا أو قلع له عينا أو صلم له
أذنا أو أحدث به جرحا يمكن ضبط مقداره فإذا أقتصر فعل الجاني على إذهاب معنى طرف
أو حاسة مع بقاء الصورة أو إذا امتنع القصاص أو سقط بغير العفو بالمجان عوقب
بالدية أو الأرش والحبس مدة لا تزيد على سبع سنوات ، أما إذا أفضى الاعتداء إلى
عاهة مستديمة دون أن يقصد الجاني أحداثها فإنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث
سنوات فضلاً عن الدية والأرش على حسب الأحوال".
أما إيذاء
الجسم الذي يفضي الاعتداء منه إلى موت فإن العقوبة تكون مشدده حيث نصت المادة
(241) من قانون الجرائم والعقوبات : "يعاقب بالدية المغلظة أو الحبس مدة لا
تزيد على خمس سنوات من اعتدى على سلامة جسم غيره بأية وسيلة ولم يقصد من ذلك قتلاً
ولكن الاعتداء أفضى إلى الموت".
فجريمة إيذاء الأشخاص
وفقا للسابق تحظى باهتمام بالغ من المشرع في اليمن، ولكن كيف تتحقق هذه الجريمة ؟
وما هي أركانها ؟
لكل جريمة ركن مادي وركن
معنوي وركن شرعي . الركن المادي لجريمة الايذاء هو الفعل المتمثل بالضرب وعلم
الجاني بأن ذلك الفعل يحقق النتيجة الاجرامية.
الخلاصة:
جريمة الإيذاء تقوم على
ركن مادي قوامه سلوك الجاني المتمثل بالضرب أو الجرح أو الإيذاء الذي يؤدي إلى
المساس بسلامة جسم إنسان وقيام رابطة
سببية بين الفعل والنتيجة المترتبة عليه .
يتوفر القصد الجنائي إذا ارتكب
الجاني الفعل وهو يعلم أنه جريمة يعاقب عليها القانون وإن ذلك الفعل يؤدي إلى
تحقيق النتيجة الاجرامية.
ليست هناك تعليقات
فضلاً وليس أمراً
اترك تعليقاً هنا