المولد النبوي الشريف @

بمناسبة المواد النبوي 12 ربيع الأول 1447 المواقف 4/9/2025م على صاحبه افضل الصلاة واتم التسليم عنوان المقال: "الخيار الإلهي والمولد المبارك: محمد ﷺ رحمةً للعا…

معلومة قانونية وثقافية
المؤلف معلومة قانونية وثقافية
تاريخ النشر
آخر تحديث

بمناسبة المواد النبوي 12 ربيع الأول 1447 المواقف 4/9/2025م على صاحبه افضل الصلاة واتم التسليم


عنوان المقال: "الخيار الإلهي والمولد المبارك: محمد ﷺ رحمةً للعالمين"

في لحظة من لحظات القدر، وفي زمان طغت فيه الجاهلية على نور الفطرة، اختار الله سبحانه وتعالى من بين خلقه رجلًا طاهر النسب، كريم الخُلق، طيّب السيرة، ليكون خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، فكان مولد الحبيب محمد بن عبد الله ﷺ ليس مجرّد حدث تاريخي، بل فجرًا جديدًا أشرق على الإنسانية جمعاء.


ولد ﷺ في عام الفيل، في الثاني عشر من ربيع الأول، ليكون ميلاده بداية عهد جديد من النور والهداية، بعد أن عمّ الظلام وجه الأرض. لم يكن اختياره ﷺ محض صدفة، بل كان خيارًا إلهيًا محكمًا، دلّت عليه الآيات، وبشّرت به الكتب السماوية السابقة، وتهيأت له الأسباب، واصطفاه الله من أطهر الأنساب:

"اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ" [الأنعام:124].

كان مولده ﷺ إيذانًا بانتهاء عهود الظلم والضلال، وبداية رسالة الرحمة والهداية. فقد قال الله تعالى في وصف بعثته:

"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" [الأنبياء:107].

لقد امتاز رسول الله ﷺ بكمال الخُلق قبل البعثة وبعدها، فشهد له العدو قبل الصديق بالأمانة والصدق، حتى لُقّب بـ"الصادق الأمين". ثم لما نزل عليه الوحي، تحوّلت سيرته إلى منهج حياة، وصار بأمر ربه داعيًا إلى التوحيد، ناصرًا للحق، محطّمًا للأصنام، معلّمًا للبشرية معنى الرحمة، ومعايير العدل، وأسس الكرامة الإنسانية.

إن خيار الله سبحانه وتعالى للنبي محمد ﷺ ليكون خاتم الأنبياء لم يكن مجرد اختيار لشخص، بل هو اصطفاء لرسالة، وتجديدٌ للعهد بين السماء والأرض، بل هو تتويج لمسيرة النبوة منذ آدم عليه السلام حتى ختمها بسيّد ولد آدم ﷺ.

ولذا فإن الاحتفاء بذكرى مولده ﷺ ليس فقط احتفالًا بيوم من أيام التاريخ، بل هو تذكير بفضل الله علينا، وتقدير للنور الذي أضاء قلوب البشر، وعقولهم، وسار بهم نحو النجاة.

في مولده عَبَقُ الطُّهر، وفي بعثته نَفَسُ الرحمة، وفي سيرته ﷺ كل معاني الكمال البشري، وإنك يا رسول الله كما قال فيك ربك:

"وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم" [القلم:4].

فسلامٌ عليك يا رسول الله يوم وُلدت، ويوم بُعثت، ويوم تُبعث حيًا، وسلامٌ على أمّتك التي حملت رسالتك، وعملت بسنّتك، وتاقت قلوبها إلى لقياك.

تعليقات

عدد التعليقات : 3