إعلان علوي

آخر الاخبار

مدينة اللواء الاخضر في سطور انها محافظة اب في الجمهورية اليمنية

 (الثجَّة الخضراء)


ماذا أقول عَنِ الجمالِ الساحرِ





وعن المَلاحةِ والجبينِ السافرِ


وعن الرياضِ الخُضْرِ حينْ تزيَّنتْ

تصطادُ أفئدةً بغير ذخائرِ


إبٌّ وما أدراكَ ما إبُّ التي

تَخْـتَالُ نَشْوَى في بديعِ مناظرِ

  

خضراء تُوْصَفُ حين تُذْكرُ باسْمِها

صِفَةً مُلازِمَةً كطُهْرِ الطاهرِ


 الله ُ أكرَمها بأكرمِ غَيْمَـةٍ

فيها مثاقيلُ النَّمِيرِ الوافرِ


فكأنما اتَّخَذَ السحابُ سماءَها

عرشاً وجنَّتَها حِياض الماطر ِ


فالشمسُ إنْ طَلَعتْ تغيبُ وتختفي

فطُلُوعُها مثل العَجُولِ الزائرِ


والبَرْقُ يَلْمَعُ في الغمامِ كأنَّـهُ

وَمْضُ الصوارمِ في العجاجِ الثائرِ


وترى الجبالَ الشمَّ تحتَ بُروقِـهِ

مِثْلَ الأسارى تحتَ سيفِ الآسرِ


وإذا هَمَتْ جَوْنُ السحائبِ ثَـرَّةً

ملأتَ مرابعَ ريفِها والحاضِرِ


وجرتْ بهِ وِدْيانُها وكأنها  

صخبُ الكتائب والخِضَمِّ الهادرِ


تجري الجداول في الجبالِ نقيةً

تسبي بمنظرها عيونَ الناظر ِ

 

فكأنهنَّ على بسَاطٍ أخضرٍ

وَشْيٌ من الوَرِق الجميلِ الفاخرِ

 

تبدو خيوطُ الوردِ بَعْدَ  هُطُولهِ

أهدابَ باكيةٍ بدمعٍ غامرِ


واذا مشيتَ ففي ظلالٍ وارفٍ

أحلى الظلال ظلال روضٍ ناضرِ

 

تُلْقي عليكَ بظلِّها أوْراقُها

وغصونُها مثل الوِقَاءِ الساترِ


وكأنها أمٌّ ببعضِ خِمَارِها 

وَقَتِ الحرارةَ رأسَ طفلٍ  سائرِ


أما الطيور كأنَّ  تَغْرِيدَاتها

ألحانُ مَوهوبٍ ونغمةُ زامِرِ


وإذا الضياءُ بدا ببعضِ خيوطهِ

كلٌّ يُزَقْزِقُ في الصباحِ الباكرِ


تتداخلُ الألحان في ترحيبها

بالصبح في نغَمٍ  بديعٍ نادرِ


وكأنَّهُ مَلِـكٌ وتلكَ قِـيَانُهُ

غَنَّـتْ لِـتُطْرِبهُ بصوتٍ آسِرِ


تَتَنَوَّعُ الألوانُ في هَضَبَاتِها

فكأنَّها مِنْ رِيشِ أجملِ طائرِ


وترى العَذَارى في الورودِ خدودَها

حُمْراً فتُفْـتَنُ بالجمالِ الساحرِ


والطَّلُّ فوقَ الورد يحكي وَجْنَةً

فيها بقايا دمعِها المتقاطرِ


وكأنما تلك الزهور ونفحها

حانوت عطرٍ  أو عَتيدَة  تاجرِ


وكأنَّ شلالاتها وزلالها

نورٌ  يُحيطُ بهِ ظلامُ دَيَاجِرِ


ليلٌ من الأشجار حين تشابَكَتْ

كوَشائج الأحبابِ عند تظافرِ


يهَبُ اللذاذة للنفوس كأنها

فيهنَّ بَـرْدُ رَذَاذِهِ المتطايرِ


وهواؤها الطَّلْقُ النقيُّ كأنهُ

نَفَسُ الحبيب لدى المُحِبِّ الظافر


وترى بِرِقَّتِهِ التي تسبي الورى

ولَطيفِ هبَّتهِ مشاعرَ شاعرِ


تتراقص الأغصانُ عند هُبُوبهِ

كالغيدِ عند سماعِ نغمة واتِـر


عبِـثَتْ وربِّكَ بي غداة رأيتها

بجمالها عبَثَ المُدَامِ بساكرِ


هم يسكرون اذا استقوا أقداحَها

وأنا سكرتُ بمقلتي والناظرِ


هي جَنَّةُ الدنيا فلا يبقى بها

حَزَنُ الحزينِ  ولا كآبةُ خاطرِ


لو أنَّ خنساءَ اليمامةِ أبصرتْ

جناتِها لسلا فؤادُ (تُمَاضِرِ)


تنسى (معاويةً)( وصخراً) والأسى

في روعة الحُسْنِ البديعِ الباهرِ


ما زلتُ أُنشِدها وإنْ شطَّ النوى

عنها وأنْجَدَ بي بَعيدُ مُهَاجَري


فكأنني لما شَدَوْتُ هزارُها

وكأنَّ وابِلَهَا دموعُ محَاجِري


وكأنَّ صوت الرعد فوقَ سمائها

زفَرَاتُ شوقي أو حنينُ ضمائري


هذي خَوَطرُ شاعرٍ وكأنها

في الروضِ خطْراتُ النسيمِ العابر


كلمات / طاهر غالب الحسني

٢١ / ١٢/ ١٤٤١هـ

ليست هناك تعليقات

فضلاً وليس أمراً
اترك تعليقاً هنا