دراسة مقارنة: التكييف القانوني للجرائم المرتكبة من قبل مندوب المبيعات بين القانون اليمني والجزائري

فيما يلي دراسة مقارنة حول التكييف القانوني للجرائم المرتكبة من قبل مندوب المبيعات وفقاً للقانون اليمني والجزائري . هذه الدراسة تستعرض التكييف القانوني لأهم الجرائم …

معلومة قانونية وثقافية
المؤلف معلومة قانونية وثقافية
تاريخ النشر
آخر تحديث

فيما يلي دراسة مقارنة حول التكييف القانوني للجرائم المرتكبة من قبل مندوب المبيعات وفقاً للقانون اليمني والجزائري. هذه الدراسة تستعرض التكييف القانوني لأهم الجرائم التي قد يرتكبها مندوب المبيعات، مع بيان أوجه التشابه والاختلاف في النصوص القانونية والعقوبات بين القانونين اليمني والجزائري.


دراسة مقارنة: التكييف القانوني للجرائم المرتكبة من قبل مندوب المبيعات بين القانون اليمني والجزائري



مقدمة

مندوب المبيعات يعد أحد الموظفين أو العاملين الذين يرتبطون مع الشركات والمؤسسات الخاصة أو العامة بعلاقة تعاقدية، ويمثلها في إبرام الصفقات التجارية وتوزيع المنتجات، ويُعهد إليه غالبًا باستلام الأموال أو البضائع. هذه الطبيعة الوظيفية تجعله عرضة لارتكاب عدد من الجرائم المتعلقة بالثقة، مثل خيانة الأمانة أو التزوير أو الاحتيال أو اختلاس الأموال.


أولًا: الطبيعة القانونية لوظيفة مندوب المبيعات

العنصر القانون اليمني القانون الجزائري
الصفة القانونية غالبًا ما يُعتبر عاملاً في القطاع الخاص أو موظفًا إذا كان يعمل في شركة عامة. يُعامل كمستخدم أو موظف حسب العلاقة التعاقدية، وقد يُعد موظفًا عموميًا في بعض الحالات الخاصة (المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي أو التجاري).

ثانيًا: الجرائم الأكثر شيوعًا المرتكبة من قبل مندوب المبيعات

1. الاختلاس

  • تعريفه: الاستيلاء على مال مسلَّم إليه بسبب عمله.

القانون اليمني:

  • المادة (302) من قانون الجرائم والعقوبات اليمني: "كل من اختلس مالاً مملوكًا للغير أؤتمن عليه بحكم وظيفته أو عمله يُعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن عشر سنوات".
  • التكييف: جريمة خيانة أمانة.

القانون الجزائري:

  • المادة (376) من قانون العقوبات الجزائري: "كل من اختلس أو بدد أو استعمل... أشياء أو أموالًا منقولة سلمت إليه بسبب صفته أو وظيفته... يُعاقب بالسجن".
  • التكييف: اختلاس إذا كان موظفًا عامًا، أو خيانة أمانة إذا لم يكن كذلك.

2. التزوير في الفواتير أو الوثائق التجارية

  • تعريفه: تغيير أو تحريف في المستندات لتحقيق مصلحة غير مشروعة.

القانون اليمني:

  • المادة (214): تعاقب على التزوير في المحررات الرسمية والغير رسمية بالسجن والغرامة حسب جسامة الجريمة.
  • غالبًا ما يُكيف على أنه تزوير محررات عرفية أو رسمية.

القانون الجزائري:

  • المادة (214) وما بعدها: التزوير في المحررات يعاقب عليه بعقوبات مشددة.
  • يُعتبر جناية إذا كان المستند رسميًا، وجنحة إذا كان عرفيًا.

3. الاحتيال

  • تعريفه: استخدام وسائل احتيالية للحصول على مال الغير.

القانون اليمني:

  • المادة (321): كل من استعمل طرقًا احتيالية للاستيلاء على مال الغير يُعاقب بالسجن.

القانون الجزائري:

  • المادة (372): تعاقب على الاحتيال إذا استُعملت وسائل خادعة للاستيلاء على أموال الغير.


ثالثًا: عناصر التكييف القانوني في القانونين

العنصر القانون اليمني القانون الجزائري
الصفة الوظيفية لا يؤثر كثيرًا على التكييف إلا إذا كانت الوظيفة رسمية. قد يُصنف الجرم على أنه "اختلاس موظف عمومي" إذا توفرت شروط المادة 119.
نوع الجريمة خيانة أمانة، تزوير، احتيال خيانة أمانة، اختلاس، تزوير، احتيال
العقوبة مرنة نسبيًا (من الغرامة إلى السجن المؤبد حسب الضرر) غالبًا مشددة إذا توافرت صفة الموظف العمومي.

رابعًا: أوجه الشبه والاختلاف

أوجه المقارنة تشابه اختلاف
التكييف الأساسي كلا القانونين يكيّف الجرائم المرتكبة من مندوب المبيعات ضمن جرائم المال. القانون الجزائري يفرق بوضوح أكبر إذا كان الفاعل موظفًا عامًا.
العقوبات تتضمن السجن والغرامة في كلا القانونين. القانون الجزائري يعتمد مبدأ التشديد أكثر في حالة الوظيفة العامة.
النصوص المنظمة نصوص عامة تنطبق على الموظفين والعاملين. الجزائري يحدد بدقة حالة كل صفة وظيفية لتحديد نوع الجريمة.

خامسًا: التوصيات

  1. ضرورة تعديل القوانين اليمنية لتحديد صفة الجاني بدقة، خاصةً في القطاعين العام والخاص.
  2. تعزيز الرقابة على مندوبي المبيعات عبر إجراءات وقائية، مثل المحاسبة المنتظمة، وتحديث السياسات المالية.
  3. دعم التعاون القضائي بين الدول في حال فرار مرتكبي هذه الجرائم عبر الحدود.
  4. نشر التوعية القانونية للعاملين في الميدان التجاري لتجنب الوقوع في هذه المخالفات.

خاتمة

تبرز هذه الدراسة أهمية الصفة القانونية لمندوب المبيعات في تحديد التكييف القانوني للجرائم المرتكبة، ومدى تأثيرها على تحديد نوع الجريمة والعقوبة. وقد أظهر القانون الجزائري دقة أكبر في التعامل مع هذه الجرائم عند توافر صفة الموظف العمومي، بينما اعتمد القانون اليمني مقاربة أوسع تشمل جميع العاملين بصرف النظر عن صفتهم، مما قد يؤدي إلى تفاوت في العقوبات أو التكييفات.

تعليقات

عدد التعليقات : 0