أصل مقولة "في ستين داهية": قصة تاريخية من اليمن
تُستخدم عبارة "في ستين داهية" في اللهجة العربية للإشارة إلى اللامبالاة أو عدم الاكتراث بشيء ما، لكن أصل هذه المقولة يعود إلى حادثة تاريخية مأساوية وقعت في اليمن قبل الإسلام، وتحديدًا في قبيلة مدحج.
🏹 أصل المقولة وتاريخها
في زمن ما قبل الإسلام، كانت قبيلة مدحج تتمتع بسمعة قوية في الحروب، مما جعل قبيلة همدان تسعى للتخلص من قوتها. فقاموا بالتعاون مع الفرس لوضع خطة للإيقاع بكبار مشايخ مدحج. استدرجوا ستون شيخًا من كبارهم بحجة الحوار والتفاوض دون سلاح، ولكنهم وقعوا في كمين محكم نُصب لهم، حيث تم قتلهم جميعًا، مما أدى إلى تفرُّق قبيلة مدحج.
⚔️ قيس بن مكشوح والانتقام
كان من بين فرسان مدحج قيس بن مكشوح المرادي، الذي شعر بمرارة كبيرة بعد مقتل مشايخه. عندما علم بدعوة الإسلام، توجه إلى المدينة المنورة، حيث أسلم على يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ثم عاد إلى اليمن، وعندما حدثت الردة في بعض القبائل، أرسله الخليفة أبو بكر الصديق لقتال المرتدين. خلال هذه الفترة، تذكر قيس غدر همدان بمشايخ قبيلته، فقرر الثأر لهم. قام بحصار قصر فيروز الديلمي في صنعاء، وقتل كل من ينتمي إلى الفرس أو قبيلة همدان.
🗣️ المقولة الشهيرة
عندما عاتبه البعض على كثرة القتلى والدمار الذي أحدثه، أجاب قيس بن مكشوح قائلاً: "في ستين داهية"، بمعنى أن كل هذا الخراب كان ثأرًا لستين داهية من مشايخ قبيلته الذين قُتلوا غدرًا. وبذلك، أصبحت هذه العبارة تعبيرًا عن الثأر والعدالة، وتحولت مع مرور الزمن إلى تعبير شعبي يُستخدم للإشارة إلى اللامبالاة، رغم أن معناها الأصلي كان مختلفًا تمامًا.
📚 المصادر
-
قصة مقولة "في ستين داهية" – المرسال
-
أصل مقولة "في ستين داهية" – البوابة لايت
-
"في ستين داهية".. حكاية مقولة شعبية لها جذور تاريخية – الحكاية
فضلاً وليس أمراً
اترك تعليقاً هنا