·
أهم المدونات القانونية في العصور القديمة :
صدرت في الشرق مدونات قانونية legal blogs في مصر وآشور ويرجع تاريخها إلى ما قبل سنة 2000
قبل الميلاد .
كما صدرت بعض المدونات عند اليهود وعند الهنود ترجع إلى حوالي 1000 سنة قبل الميلاد.
وفي اليمن كانت المدونة القانونية عند الملكة بلقيس أكبر مثال على تحكيم القانون والشرع والشورى والحفاظ على شعبها وكان ذلك خلال القرن العاشر قبل الميلاد .
أما في " الغرب " فقد ظهرت المدونات
في تاريخ لاحق ففي بلاد الإغريق صدرت عدة مدونات منذ سنة 700 قبل الميلاد، وفي " روما " صدر قانون "
الألواح الاثني عشر " في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد، ثم صدرت بعد ذلك
مجموعات كثيرة كان أهمها : " مجموعة جستينان " في القرن السادس بعد
الميلاد .
ومن أهم القوانين عند الشعوب الغربية
القديمة قوانين" درا كون "
و" صولون" عند اليونان وقانون " الألواح الاثني عشر " و"
مجموعة جستينان " عند الرومان .
أولاً:- المدونة القانونية للملكة بلقيس عليها السلام ملكة سبأ –
اليمن القديم.
بلقيس اسم اشتهرت به ملكة سبئية كانت معاصرةً للنبي
سليمان عليه السلام الذي يرجح أنه عاش في القرن العاشر قبل الميلاد( 935-970م ق.م(. غير أن
المصادر العربية لا تورد اشتقاقاً مقنعاً لهذا الاسم، ويدخله بعضهم مثل ابن دريد
ضمن الأسماء الحميرية التي لا نقف لها على اشتقاق؛ لأن لغتها قد بعدت وقدم العهد
بمن كان يعرفها. ويتفرد في ذلك نشوان بن سعيد الحميري الذي حاول أن يقدم اشتقاقاً
للاسم فقال في معجمه(شمس العلوم) : "وبلقيس اسمان جعلا اسماً واحداً مثل
حضرموت وبعلبك؛ وذلك أن بلقيس لَمَّا ملكت الملك بعد أبيها الهدهاد قال بعض حمير
لبعض: ما سيرة هذه الملكة من سيرة أبيها ؟ فقالوا : بلقيس. أي بالقياس فسميت بلقيس.
صدرت
تلقت الملكة بلقيس كتاب سليمان عليه السلام بعد أن ألقاه الهدهد إليها..
على الفور عقدت اجتماعًا لمجلس الشورى.. أبلغت كبار مستشاريها أنها تلقت كتابا من
سليمان، وقرأته عليهم.
القرآن الكريم أبرز حديث بلقيس إليهم في قوله تعالى: ((قَالَتْ
يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيِ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن
سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلاَّ تَعْلُوا
عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)) سورة النمل الايات29 -30- 31)
اجتماع مجلس شورى بلقيس لم يتوقف عند هذا الحد، فقد طلبت
الملكة مشورتهم - كعادتها - قبل أن تصدر قراراتها.. «قَالَتْ يَا أَيُّهَا
الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ».
أبلغ القادة ملكتهم بلقيس أنهم أصحاب قوة وبأس شديد،
وأنهم قادرون على الدفاع عن مملكتهم، ومستعدون لتنفيذ أوامرها في أي وقت..
«قَالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُوْلُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ
فَانظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ)). سورة النمل الآية 33.
اختارت الملكة البدء بالقانون والسياسة القانونية والدبلوماسية،
وقررت ما حكاه القرآن عنها: ((قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إذا دَخَلُوا قَرْيَةً
أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ *
وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ
الْمُرْسَلُونَ)).سورة النمل الاية34-35.
وتنقل الدكتورة بلقيس إبراهيم الحضراني في كتابها
«الملكة بلقيس»، عن «ابن كثير»، قوله: «إن سليمان عليه السلام لم ينظر ما جاءوا به
بالكلية، ولا اعتنى به، بل أعرض عنه، وقال منكرا عليهم: «أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ»
أي أتصانعونني بمال لأترككم في شرككم وملككم؟ فما آتاني الله من الملك والمال
والجنود خير مما أنتم فيه.
يقول الكاتب محمد على قطب في كتابه «زوجات الأنبياء
وأمهات المؤمنين»: «رد سليمان الهدية مع حاملها، وأرسل ينذر بلقيس وقومها بالإقلاع
عن عبادة غير الله، وإلا فإنه سوف يأتيهم بحشود وجنود لا قبل لهم بها، ولا قدرة
على مقاومتها، ولسوف يبطش بهم بطشة كبرى، أو يأتون مسلمين معلنين التوحيد».
ويضيف الكاتب أن بلقيس آثرت السلامة لبلدها وشعبها، وحكمت
القانون والشرع والشورى وبادرت بالقدوم إلى مملكة سليمان في «بيت المقدس» معلنة
ولاءها.
ويقول: «تزوج سليمان عليه السلام من بلقيس وأعادها إلى
سبأ، وكان يأتيها بين الحين والآخر».
ويوضح الدكتور شعيب الغباشي الأستاذ بجامعة الأزهر في
كتابه «أعلام النساء في القرآن الكريم» أن سليمان عليه السلام تزوجها وردها إلى
ملكها باليمن، وكان يأتيها على الريح كل شهر مرة، فولدت له غلاما سماه داود مات في
زمانه.
ويقول الكاتب والإعلامي جابر الشال في كتابه «قصص
النساء»: «تزوجت بلقيس من سليمان - عليه السلام - بعد أن آمنت بالحق الذي يدعو
إليه، وعاشت قصتها عبر مسيرة الزمان كملكة حكيمة كان سداد رأيها سبيلا لهدايتها
وهداية قومها».
وتبرز الدكتورة بلقيس إبراهيم الحضري حقيقة مهمة في ختام
حديثها عن الملكة بلقيس بقولها: «إن ما يعنينا هو حضور هذا الاسم الثابت في
الثقافة والذهنية اليمنية، وفي ضمير الأجيال التي ظلت تتوارثه من جيل لآخر، مشكلا
حضورا حيا للماضي بكل ما يرمز إليه من قيم ومثل، ورمزا يربط الماضي بالحاضر
بالمستقبل».
وتكشف الآيات الكريمة التي تحدثت عن قصة سليمان عليه
السلام مع بلقيس عن صفات سياسية وأخلاقية حميدة لملكة سبأ، منها:
- تتمتع الملكة بلقيس بأدب عالٍ وأخلاق سامية جعلتها تصف
كتاب سليمان عليه السلام بأنه «كتاب كريم»، على الرغم مما تضمنه من حزم وحسم
شديدين، وطلب حضور بإذعان تام ودون استعلاء.
- تطبق الملكة بلقيس بعزم وإصرار نظام «الشورى» في كل
أمور الحكم، وتأبى أن تنفرد برأيها، وتحرص على سماع آراء مساعديها بحرية كاملة،
وتشجعهم على تزويدها بخبراتهم وتقديراتهم للأمور، ثم تختار ما تراه مناسبا لمصلحة
المملكة.
- تتمتع الملكة بلقيس بفكر رشيد، وآراء صائبة، وحكمة في
مواجهة المستجدات، وقد سجل القرآن قولها: «إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا
قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً».. ولم يكتف
القرآن بذلك، بل أكد القرآن الكريم هذا الرأي، فقال تعالى: «وَكَذَلِكَ
يَفْعَلُونَ».
- تميزت إجابتها عن سؤالها عن عرشها بالذكاء والحيطة،
فقد أتى به أحد أعوان سليمان عليه السلام في طرفة عين، وجرى تنكيره لاختبارها،
بسؤالها: «أَهَكَذَا عَرْشُكِ».. فجاءت إجابتها: «كَأَنَّهُ هُوَ».
· ثانياً:- أهم المدونات القانونية الشرقية القديمة :
1)- قانون
حمورابي (1728-1686 قبل الميلاد) : وهو أشهر
ملوك بابل التي نشأت على ضفاف نهر الفرات في العراق، وقد اكتشف " قانون
حمورابي " سنة 1902م في مدينة " سوز Suze " في بلاد إيران وقد نقش على حجر يبلغ ارتفاعه 2,25 م وطول
قاعدته 1,90 م وهو موجود الآن في " متحف اللوفر " في باريس .
وكان الهدف من" قانون حمورابي " هو
توحيد البلاد التي كان يحكمها الملك " حمورابي " عن طريق توحيد قوانينها
.
وقد تضمن " قانون حمورابي " بعض
التقاليد العرفية التي كانت سائدة في وقته ، كما احتوى على 282 مادة صيغت بأسلوب
شبيه بالقوانين الحديثة.
وقد نص هذا القانون على معظم فروع القانون
المختلفة مثل : نظام العقد في الزواج ومنع تعدد الزوجات، وخفف من آثار السلطة
الأبوية، ونظم الإرث ، وأجاز التبني ، وحدد بعض العقوبات لجرائم السرقة، وقطع
الطريق والضرب والجرح والقتل ...الخ.
2)- قانون
مانو : من المؤرخين من أرجع قانون " مانو " إلى سنة
1280 قبل الميلاد، وقد أوحى بهذا القانون حسب زعمهم الإله " براهما
" إلى أول ملك من الملوك السبعة المؤلهين الذين سادوا العالم حيث يطلق الهنود
عليهم اسم " مانو " كما كان يطلق اسم " فرعون " على ملوك مصر
القدماء .
وقد صيغت أحكام هذا
القانون بأسلوب شعري بلغت أبياته 2685 بيتا .
ويعتبر قانون "
مانو " بمثابة مرشد للإنسان منذ ولادته وحتى وفاته، وقد تضمن قواعد كثيرة
منها : ما يتعلق بالدين ومنها الأخلاق والعبادات من صوم وصلوات وقرابين... الخ.
3)- قانون
بوخوريس " 718 ق.م -212 م" :
وهو القانون الذي أصدره " بوخوريس "
واعتبر أخر مرحلة من مراحل تطور القانون المصري القديم، حيث جمع الملك "
بوخوريس " في هذا القانون النظم والقوانين المصرية التي كانت سائدة قبل عصره
مع إدخال تعديلات عليها .
وقد تأثر "
بوخوريس " في تشريعه بقوانين " بابل " وخاصة قانون " حمورابي
" وقد استمر العمل بقانون " بوخوريس " في العهد البطلمي- يبدأ عصر
مصر البطلمية عندما أعلن بطليموس الأول نفسه فرعونًا على مصر في عام 305
ق.م، وانتهى مع وفاة الملكة كليوباترا وتحوّل مصر إلى مقاطعة رومانية في عام 30 ق
م- واستمر بعد ذلك حتى بعد الفتح الروماني لمصر، وتوقف العمل به منذ منح الجنسية
الرومانية لجميع سكان الإمبراطورية عام 212م .
·
ومن خصائص هذا القانون : أنه تخلى عن
الصبغة الدينية - فهو قانون مدني- وقد منح المرأة حق المساواة بالرجل وأصبح الزواج
يقوم على حرية التعاقد، وأقر بحق الطلاق للزوج كما أجاز حق الفسخ للزوجة، وأعطى
للمرأة الحق في المحافظة على أموالها بعد الزواج والتعاقد باسمها دون إجازة زوجها
، وقرر الرهن المالي بدل الرهن الجسدي ، وقرر قاعدة البينة على المدعي ،والعقد
شريعة المتعاقدين ، ومسائل كثيرة في باب المعاملات والعقوبات ...الخ .
· أهم المدونات القانونية الغربية القديمة :
من أهم المدونات الغربية عند " اليونان
" مدونتان :
1)- قانون
درا كون : صدرت مجموعة درا كون سنة 621 قبل الميلاد على يد حاكم مدينة
أثينا " درا كون " بعد زوال العهد الملكي فيها، وقد جاءت أحكامها متأثرة
بالقواعد الدينية واتصفت بالشدة في تطبيق العقوبات حتى بالنسبة للجرائم التافهة .
وكان الغرض من إصدار هذا القانون هو رأب الصدع
وإشراك العامة في الحكم مع طبقة الأشراف، إلا أن ذلك لم يحدث وبقي الأمر على ما هو
عليه وبقي حق تغيير القانون من طرف طبقة الأشراف فقط .
2)- قانون
صولون : صدر قانون " صولون " على يد حاكم " أثينا
" عام 594 قبل الميلاد أي بعد مرور عشرين سنة تقريبا على صدور قانون
"درا كون " .
أما أسباب صدوره فترجع إلى محاولة إصلاح الفساد وإزالة
الظلم عن طبقة الزراع والفلاحين بعد عجز قانون " درا كون " عن تحقيق هذه
الإصلاحات .
وقد وضع " صولون "قوانينه ونشرها في
الساحة العامة على منشورات خشبية لكي يراها الناس ويطلعوا عليها .
وما يمز هذا القانون أنه ذو صبغة مدينة لا
دينية، وألغى التفرقة بين الطبقات كما ألغى جميع الديون السابقة التي أدت إلى
استرقاق المدينين المعسرين، كما حدد سعر الفائدة في الديون وحرم الربا الفاحش وحرم
قتل الأبناء وبيعهم، وألغى حصر الإرث في الابن الأكبر فقط وجعل التركة توزع بين
الأبناء الذكور ...
- ومن القوانين الغربية القديمة كذلك وهو أهمها :
·
القانون الروماني : تبدأ مسيرة القانون
الروماني منذ إنشاء مدينة " روما " سنة 754 قبل الميلاد حتى وفاة
الإمبراطور " جستينان " سنة 565 م .ومن المعلوم أن القانون الروماني ولد
قانونا بدائيا ليحكم مدينة صغيرة، وما لبث أن أصابه التطور فامتد حكمه إلى
الإمبراطورية الرومانية بأسرها والتي ضمت أجناسا وحضارات متباينة، وكان لهذا أثره
في بلوغ هذا القانون درجة كبيرة من التطور والسمو، مكنته من البقاء والخلود وجعلت
منه أساسا لمعظم التشريعات الحديثة .
·
ومن فوائد دراسة القانون الروماني
مايلي :
- أنه يعتبر مصدرا
تاريخيا لكثير من قوانين دول العالم اليوم وخصوصا اللاتينية منها وأهمها القانون
الفرنسي وهذا الأخير قد لعب دور الوسيط في انتقال أحكام القانون الروماني إلى
الدول التي استمدت أحكامها من القانون الفرنسي، ولذلك كان لابد من دراسة هذا
القانون ومعرفة الأطوار التي مر بها، كما يرجع إلى " الرومان " الفضل في
جعل القانون علما قائما بذاته وفصله عن الدين والفلسفة والأخلاق .
·
العصور التي مر بها القانون الروماني :
1)- العصر
الملكي 754 ق.م، 509 ق.م : يبدأ هذا العصر
بنشأة مدينة " روما " وينتهي بقيام النظام " الجمهوري " سنة
509 ق.م
ومصادر القانون في هذا العصر هي "
العرف" فقط، كما لعب رجال الدين دورا كبيرا في تكوين العرف وتطويره وتفسيره،
واستمر كذلك حتى بعد صدور قانون " الألواح الاثني عشر "
2)-عصر
القانون القديم : يبدأ هذا العصر
بقيام النظام " الجمهوري " سنة 509 ق.م وينتهي بصدور قانون "
إيبوتا " حوالي سنة 130ق.م، وفي هذا العصر توسعت الرقعة الجغرافية للدولة
الرومانية والتي قد شملت بعض مناطق : حوض البحر الأبيض المتوسط وإسبانيا وشبه
الجزيرة الايطالية... وهذه الفتوحات جعلت الشعب الروماني ينتقل من الزراعة إلى
التجارة حتى أصبحت روما مركزا تجاريا ضخما وقد كان ذلك سببا في وجود صراع بين
طبقتي الأشراف والعامة مما أدى إلى ظهور قانون " الألواح الاثني عشر "
·
قانون الألواح الاثني عشر : ذكر أهل
التاريخ أن سبب نشأة هذا القانون هو ثورة الطبقة العاملة على الأشراف، ذلك أن
القواعد العرفية التي كانت سائدة قبل ذلك كانت تخضع لفهم رجال الدين وتفسيرهم لها
والتي كانوا يفسرونها لصالح الأشراف مما دفع بالعامة للثورة عليهم والمطالبة
بتدوين القوانين العرفية، وقد وضع هذا القانون ليكون قانونا عاما لجميع الرومان
على اختلاف طبقاتهم ودياناتهم .
·
قانون الشعوب : ظهر قانون الشعوب
لما توسعت الدولة الرومانية وكثر الأجانب في الدولة مما أدى إلى ضرورة وجود قانون
يستندون إليه في تصرفاتهم ومعاملاتهم فصدر قانون الشعوب ليطبق على النزاع بين
الأجانب أو يكون أحد المتنازعين أجنبي .
3)- العصر
العلمي ( عصر الإمبراطورية العليا ): وهو العصر الذي تغير فيه نظام الحكم من
" جمهوري " إلى "
إمبراطوري " وبدأ هذا العصر من سنة 130 ق.م إلى 284م، وهو العصر الذي يمثل
مرحلة النضج والرقي والازدهار من الناحية القانونية والتشريعية، حيث يبدأ بصدور
قانون " إيبوتيا " 130 ق.م وينتهي بحكم الإمبراطور " دقلديانوس
" سنة 284 م .
·
من أهم مصادر القانون الأساسية في هذا العصر:
1)- التشريع : من
خلال المجالس التشريعية.
2)- المنشور
البريتوري :ـ يهتم " البريتور " بالمسائل الإجرائية الخاصة بالتشريع على
الخصوص.
3)- الفقه: بسبب
اتساع النشاط الفقهي وظهور مدارس فقهية قانونية .
- وقد صدرت الكثير
من القوانين في هذا العصر مثل : قانون " جوليا وسانتيا وبابيا "
4)- عصر
الإمبراطورية السفلى (284م ، 565م) : ينتهي هذا العصر بوفاة الإمبراطور"جستنيان"سنة 565م، ويعد
الإمبراطور هو المصدر الوحيد للتشريع في هذا العصر، حيث يضع القانون ويفسره ويعين
القضاة ...الخ
كما تميز هذا العصر بتدهور الثقافة القانونية
لإبتعاد رجال القانون عن الاجتهاد ورغم ركود الحركة الفقهية في هذا العصر فقد بقيت
مؤلفات فقهاء " العصر العلمي " محل اعتبار وتقدير .
أما عن " المدارس القانونية" التي
كانت موجودة منذ العصر العلمي والتي أهمها مدرسة " بيروت " و"
الإسكندرية " و" القسطنطينية " فقد كانت في حالة نشاط دائم وخصوصا
مدرسة " بيروت " والتي يسميها الرومان بـ " الأم المرضعة للحقوق
"
·
مجموعة جستنيان : تولى " جستنيان " الحكم في الإمبراطورية الشرقية
عام 527م إلى 565م واستطاع خلال هذه الفترة أن ينجز عملا تشريعيا ضخما لم يستطع أن
ينجزه أحد من قبله، فقد جمع القانون الساري في زمانه والذي أكثره يرجع إلى العصر
العلمي - وهو العصر الذي تطور وازدهر فيه القانون - فقد جمع في كاتبه المعروف
باسمه " مدونة جستنيان " جميع القوانين والدساتير التي كانت مطبقة في
زمانه أو قبله، وذلك حتى يكون من السهل على الطلبة خصوصا معرفة مصدر هذه القوانين
وذلك أن كتابه " مدونة جستنيان " موجه بالخصوص إلى طلبة " الحقوق
" وهو ما بينه في مقدمة كتابه هذا ومدونة
جستنيان موجودة ومطبوعة، ويعد أول
من ترجمها إلى العربية الدكتور " عبد العزيز فهمي " وذلك في منتصف القرن
الماضي .
وجدير بالذكر أن " جستنيان " لم يصدر
مدونته فقط بل أصدر كذلك ما يعرف ب: " الديجست أو البندكت " وهي مجموعات
قانونية فقهية جمعت فيها أقوال الفقهاء الرومان وخصوصا فقهاء " العصر العلمي " .
بعد مرحلة قانون " جستنيان " قننت
بعض قوانين الكنيسة في العصور الوسطى، وكذلك قننت بعض العادات والأعراف الجرمانية
عند بعض الأمم الأوروبية في تلك العصور وصولا إلى قانون " نابليون".
فضلاً وليس أمراً
اترك تعليقاً هنا