حق الله
تعالى على عباده
فإن
الله جل وعلا خلق العباد ، وأوجد الخلق لعبادته وحده سبحانه ، وهو غني عن عبادتهم
، ولكن ما ذاك : إلا ليختبرهم ويمتحنهم ، ليجزيهم بأعمالهم فمن أطاع وشكر وعبد
الله وحده دون سواه فله النعيم ، ومن عصى وتكبر وكفر بالله عز وجل وأشرك معه
غيره فله الجحيم ، فقد أخبر الله عز وجل
أنه خلق الثقلين لعبادته فقال سبحانه : [ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ] "
الذاريات56 " كذلك أخبر سبحانه أنه ما من شيء إلا يعبد الله ، ولكن لا يعلم
ذلك إلا الله فقال المولى جل وعلا : [ وإن
من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ] " الإسراء44 " والله عز
وجل لم يخلق الخلق عبثا وهملاً ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، وإنما خلقهم
لعبادته وحده سبحانه لا شريك له ، ثم بعد ذلك يعودون إليه ليجازيهم بأعمالهم . قال
تعالى : [ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ] " المؤمنون115
" ، وقال تعالى : [ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً
يره ] " الزلزلة7،8 " فكل مجزي بعمله يوم القيامة ، فآخذ كتابه بيمينه ،
وآخذ كتابه بشماله أو من وراء ظهره .
فمن
أطاع الله عز وجل فقد فاز بالجنة والحسنى ، ومن عصى الله تعالى فقد باء بالنار
والعسرى .
وقد
أمر الله تعالى بإخلاص العبادة له وحده لا شريك له قال تعالى : [ وما أمروا إلا
ليعبدوا الله مخلصين له الدين ] " البينة5 " وقال صلى الله عليه وسلم :
{ إنما الأعمال بالنيات ……
} ( متفق عليه ) وقال صلى الله عليه وسلم { إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ، ولا إلى
صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم } (مسلم ) فلا بد لقبول العمل من شرطين :
1-
أن يكون خالصاً لله عز وجل .
2-
أن يكون صواباً موافقاً لما جاءت به الشريعة .
فإذا
توافر في العمل الشرطان السابقان فهو بإذن الله تعالى مقبول ومأجور صاحبه عليه .
ويجدر
بنا قبل الخوض في حقوق الله تعالى على عباده أن نتعرف على عظمة الخالق سبحانه ،
لما في ذلك من زيادة الإيمان بإذن الله المنان .
فضلاً وليس أمراً
اترك تعليقاً هنا